تُعدّ الحرف اليدوية من أقدم الصناعات التقليدية التي اعتمدها الإنسان الأولي منذُ العصور القديمة إلى هذه اللحظة، فكانَ الإنسان في القدم يحتاج إلى العديد منَ الأشياء المهمة في حياته، ولذلك اكتشفَ طريقة فعّالة في تصنيعها بكلتا يديه أو باستخدام مواد بسيطة جداً، وبالفعل نجحَ الإنسان في مجال الحرف اليدوية وعبَّرَ بها عن إبداعه وثقافته وخياله الكبير في التفنن بها وأصبحت مصدر رزق وفير لصاحبها إلى جانب أنها هواية تحتاج إلى التركيز والإبداع، فما هو تاريخ الحرف اليدوية؟ وما أنواعها؟
ما هو تاريخ ظهور الحرف اليدوية؟
الحرف اليدوية موجودة منذُ ظهور الإنسان، فكانت واحدة من أقدم الصناعات التي ساهمت في الحماية منَ العوامل الخارجية والبيئية، لذلك تمَ صناعة العديد منَ الجلود وتطريز الأقمشة وصناعة السجاد لحماية المنازل منَ البرد الشديد، وصناعة أغطية الرأس للوقاية من برودة الجو.
وتكمن أهمية الحرف اليدوية في أنها مصدر ترفيهي للتسلية كانَ يعتمدها الجنسين سواءً الإناث أو الذكور، ومن ثمَ تطوّرت لتُصبح مصدراً للدخل، كما أنها ليست بالأمر السهل بل تحتاج إلى مدة طويلة للتعلم والخيال والإبداع والتفنن والتركيز على العمل، بالإضافة أنها تُسهم في القضاء على الملل والطاقة السلبية.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هذه الحرف مازالت حتى اللحظة الحالية تُحافظ على أهميتها وجودتها في الأسواق الشعبية القديمة، فهيَ تُعبّر عن التراث القديم والحضارات والبلدان، وبالرغم من وجود الآلات التكنولوجية المتطوّرة والتقدّم الهائل، إلّا أنَ بعض الناس يعشقون شراء الحرف اليدوية ووضعها في منازلهم كمصدراً للزينة أو للاحتفاظ بها.
ما هيَ أنواع الحرف اليدوية؟
صناعة الدمى المتحركة
هل تسائلتَ من قبل كيفَ يُمكن صناعة الدمية؟ حسناً يُمكنكَ التدّرب عليها وصناعتها بسهولة من خلال الجوارب الإضافية الموجودة في منزلك، أو الأقمشة التي لا تحتاج إليها، فيُمكن عمل أشكال متنوعة منَ الجوارب {كالعرائس، الأطفال، أشكال طفولية} أو أي نوعٍ آخر، فما عليك إلّا تخيّل الشكل النهائي للتصميم والبدء في العمل عليه، ويُمكنكَ الاستعانة ببعض الجوارب الملونة والعيون البلاستيكية والأقلام ولاصق وبعض القطن والخيوط، في المرحلة الأولى ستشعر أنها صعبة ولكن فيما بعد ستتطوّر بالممارسة المستمرة، ويُمكنكَ الاستعانة بشبكة الإنترنت من خلال مشاهدة الفيديوهات لأعمال الدمى اليدوية.
وبالفعل كانت صناعة الدمى إحدى الحرف اليدوية المشهورة التي تعتمد على مجسماتٍ اصطناعية وخيوطٍ لتحريكها، واعتمدها الإنسان القديم في تسلية الأطفال عبرَ مسرح الدمى، فكانت تُصنع منَ الخشب والأقمشة ويتم العرض في المسرح عن طريق تحريك كل دمية بالخيوط أو بواسطة اليد من وراء شرشف أو غطاء بلونٍ أحمر.
صناعة المنتجات الخشبية
تُعدّ صناعة الخشب قديمة جداً، فكانَ القدماء يعتمدون عليها بواسطة شخص محترف يُسمى {النجار} وذلكَ في صناعة الأبواب الخشبية والأشكال وأعمدة الخيام والقدوح الخشبية التي كانت تُستخدم لتقديم اللبن في الصحراء، وقد ساهمت هذه الصناعة في تنشيط الاقتصاد وتشغيل عدد كبير منَ الأيدي العاملة وتعلّمهم هذه الحرفة عبرَ مرّ العصور والأجيال، وصناعة المنتجات بواسطة الخشب تحتاج إلى الدقة العالية والإبداع الفني في تشكيلها، وبالفعل تطوّرت حتى تمَ فتح العديد منَ الورش الصغيرة التي يتواجد بها النجار وبعض العاملين المتدربين لديه.
ونوّد الإشارة إلى أنَ صناعة المنتجات الخشبية لا تقتصر على الأبواب والأعمدة فقط، فيُمكن ابتكار العديد منَ الأشكال المميزة والمختلفة بحسب طلب العميل، أو صناعة بعض التماثيل والأثاث المنزلي والتفنن في النحت على الخشب وتشكيل رسومات فريدة من نوعها.
صناعة الفخار
حقاً إنَ صناعة الفخار تُعتبر من أهم الأعمال اليدوية الإبداعية التي تُصنع منَ الطين المحروق ويتم إنتاج الكثير منَ الأشكال والأدوات المميزة، وذلكَ من خلال الحصول على الصلصال والقيام بتنظيفه وتشكيل المجسم المطلوب من خلال استخدام آلة دورانية الشكل، وعلينا بالذكر أنَ الآشوريون قد استخدموا الفخار للكتابة، وتوجد العديد منَ الأشكال المتنوّعة التي صممها الإنسان {كالأواني الفخارية، المزهريات، أصص الزراعة، المجامر} وعدّة أشكالٍ إضافية.
الحياكة
تُعدّ الحياكة أو المعروفة باسمها الفرنسي {التريكو} من أكثر الحرف اليدوية إبداعاً وانتشاراً في العالم، فتعتمد على شبك الخيوط ببعضها وصنع أشكال فريدة وتحويلها إلى قماش، وللحياكة العديد منَ الفوائد الصحيّة مثل {التخفيف منَ القلق، زيادة الإبداع، التمتّع بصحة عقلية، التركيز، مضادّ للاكتئاب} ويُمكن الاستعانة بآلة الحياكة أو الاعتماد على الحياكة اليدوية التي تستخدم أنواع مختلفة منَ الإبر والخيوط، وتوجد العديد منَ الأنواع لها {كالحياكة المسطحة، الحياكة الدائرية}.
وقد كانت الحياكة أقدم من صناعة الكروشيه، وقد ظهرت للمرة الأولى في القرن الثالث عشر في إنجلترا، وبعدَ ذلك تطوّرت حتى تمَ اختراع آلة مختصة بالحياكة في عام 1589 من قِبَل {ويليام لي}.
صناعة السجاد والبسط
انتشرت صناعة السجاد بشكلٍ واسعٍ في القدم، وذلكَ بهدف تغطية أرض المنزل والحصول على الدفء، وكانت صناعة السجاد متنوعة ومميزة في تصميماتها وألوانها وأشكالها، وكانت تُنسج بالإبر والخيطان التي تستغرق وقتاً وجهداً كبيران، ومعَ تطوّر الحضارات تقدّمت هذه الصناعة وازدهرت وأصبحت المعامل الضخمة تُنتج عدداً كبيراً منَ السجاد بجودة احترافية ودقة عمل عالية، ويُمكن اختيار أي لون أو شكل يتراود في ذهنك وصناعته ليتلائم معَ الأثاث المنزلي.